المنتخب المغربي المحلي
صفحة 1 من اصل 1
المنتخب المغربي المحلي
عندما قال العلاوي: أنا هنا
لطالما صرخ لاعبو البطولة من الحيف الذي يطالهم على صعيد المنتخب المغربي، ولطالما طالبوا بمنحهم الفرص الكاملة لحمل القميص الوطني قياسا بما يحظى به اللاعبون المحترفون من أولويات لكل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الأسود، فجاءت التصفيات الإفريقية الخاصة بالمحليين كفرصة ذهبية للاعبي البطولة ليبرزوا مواهبهم، بل كباب يفتح في الوقت المناسب·
والأكيد أن محك المنتخب الليبي على قوته كان فعلا إختبارا حقيقيا ليجيب إن كان لاعب يمارس بالبطولة المحلية يستحق أن يحمل قميص الكبار، على أن المباراة كشفت جوانب إيجابية وأخرى سلبية·
جديد بليندة
حاول عبد الله بليندة مدرب المنتخب المغربي للمحليين إعطاء جانب التنافسية والخبرة والحضور، وكذا الإنسجام أحد الأولويات التي اعتمدها لإعداد التوليفة المناسبة لمقارعة خصم ليبي عرفنا مسبقا لن يكون سهلا ،وبتشكل من لاعبين ينتمون إلى منتخب الكبار، واختلفت التشكيلة عن سابقتها، أي عن تلك التي اعتمدها المدرب السابق طبقا للفترة الطويلة بين المرحلتين، حيث برزت وجوه جديدة وانزوت وجوه أخرى، ولأن الجيش هو الفريق الذي يسطع نجمه في البطولة فكان طبيعي أن يأتي السواد الأعظم من التشكيلة من هذا الفريق، فمن أصل ثمانية لاعبين دخل المنتخب المغربي معززا بخمسة منهم في التشكيل الأساسي، أما بصمة بليندة فكانت واضحة في اعتماده على وجوه جديدة كالسراج وبندريس والعلاوي والدافي وأمزيل، معناه أن بليندة كان عليه أن يغامر شيئا ما في ظل قصر الفترة التي أشرف فيها على تدريب المنتخب المنتخب المحلي وكذا اعتماده على لاعبين جد،د حيث غياب الإنسجام قد يرخي بظلاله على المجموعة·
الحراسة·· هل من آمان
مسبقا لم يكن هناك أي مشكل ولا تخوف حول هذا المركز، بدليل تواجد حراس لهم من الخبرة الكافية والأمر هناك يتعلق بنادر لمياغري حارس المنتخب الأول ولو أن عبد الكريم فكروش الذي لعب مبارتي الجزائر ذهابا وإيابا كان أبرز الغائبين عن هذا المركز، ولربما دفع طارق الجرموني فاتورة غيابه عن المنافسة مع الجيش ليغيب عن المجموعة المحلية، لكن حضور الحارس نادر لمياغري بتجربته مع الكبار اعتبر عنصر أمان لباقي اللاعبين، لذلك لم يكن هناك من تتبع خاص لهذا المركز، لكن ما انتظرنا هو أن يكون لمياغري متألقا وحاميا لعرين الأسود بامتياز، وبالرغم من الفترات التي كان خلالها لمياغري في راحة فقد مر من اختبارات لم تكن سهلة كالهدف الذي سجل عليه وكذا تدخله في بعض الكرات الهوائية، على أن خطأ كاد أن يكلف الأسود غاليا من إصابة قد تكون قاتلة لولا تداركه الأمر في آخر لحظة··
وقد تكون هذه المباراة مؤشر حقيقي أن لمياغري لا يقدم مع المنتخب المغربي ما يشفع له لكي نثق في إمكانياته كحارس أساسي لعرين الأسود، برغم الفرص التي أتيحت له في العديد من المناسبات ولم تمنح لغيره، وفي شهادة المدري الوطني عبدالله بليندة حول مردوده في المباراة أمام ليبيا لخير دليل على أن لمياغري أبان عن محدوديته، إذ نعث أخطاءه بالبدائية·
الدفاع مرة أخرى
على غرار منتخب الكبار فإن المنتخب المحلي شرب من نفس الكأس، كأس عذاب الدفاع خاصة عمقه ومتوسطه، ومن سخرية القدر أنها نفس الأخطاء التي ترتكب بمنتخب الكبار، فقد تابعنا مدى المعاناة التي عاشها الدفاع المغربي، وقد تم التوصل إلى أن التجانس بين أمزيل وبندريس لم يكن حاصلا، على أن الأخير كان محاطا بظهرين يعرفهما حق المعرفة، ذلك أن السراج وفلاح هما زميلاه في الجيش، أضف إلى ذلك قلة خبرة اللاعبين على المستوى الدولي، ثنائية اللاعبين لم تكن ناجحة كثيرا ولا مقنعة بالنسبة المطلوبة، لأن مباراة الإياب ستكون أشد وزرا وصعوبة من مباراة الذهاب·
الظهيران السراج وفلاح عانا أيضا، فعلى مستوى البناء كان فلاح ناجحا خلال الشوط الأول وناور بطريقته الخاصة ونشط على النقيض من الجولة الثانية التي تراجع فيها، والظاهر أن شعوره بخطورة المهاجمين الليبيين وكذا نجاحهم في بناء العديد من العلميات من جهته دفعا به إلى التراجع، فيما السراج لم يكن فعالا ولم ينشط رواقه على المستوى الهجومي فكان دوره أكثر في الدفاع، وهي الجبهة التي تشكل هاجسا بالنسبة لمنتخب الكبار، وفي ذلك إشارة إلى أن لومير ركز اهتمامه على المدافعين عله يجد ما يسد به الثغرة الدفاعية أو من يلعب دور البديل·
الوسط بلا إقناع
الواقع أن جبهة الوسط لم تكن فعالة بالشكل الذي كنا ننتظر، فلاعبوها لم يتوفقوا كثيرا بدليل أن المنتخب الليبي تسيد هذه المنطقة في العديد من فترات المباراة، واستطاع أن يبني هجماته عبرها ويستثمر الفراغ الذي مر منه الراقي ومنقاري، بحكم أن دورهما كان هو تكسير هجمات الخصم، ولاحظنا الهوة التي تركها اللاعبان والمساحات بفعل تراجعهما ومنحهما الفرصة للوسط الليبي، ناهيك عن صعوبة الربط التي وجدا مع الهجوم، فلم يكن هناك إمداد جيد للمهاجمين، ووحده كان محمد مديحي بين الفينة والأخرى يحاول رفع الإيقاع عن طريق بعض الكرات أو الإختراقات الجيدة·
لقد تراجع الإيقاع في بعض الفترات ولاحظنا ذلك التثاقل في بناء العمليات، وهو ما كان يسمح للخصم في الأخذ بزمام الأمور لأن الإنتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم كان يحرج كثيرا الليبيين، على أن لاعبي الوسط كان عليهم أن يفطنوا إلى هذا المعطى للتخلص من بعض الهجمات الخطيرة التي شنها الهجوم الليبي·
توهج في الأمام·· ولكن؟
قد يكون هذا الخط مصدر تألق المنتخب المحلي وإحدى نقاط ضوء المباراة، فحتى وإن عانى المهاجمون من غياب الإمداد الحقيقي من لاعبي الوسط، فإنهم وجدوا ضالتهم في الحلول الفردية، طبعا كانت هناك محاولات جماعية لم تكلل بالنجاح، حيث كان لمديحي نصيب الأسد في تضييعها، فقط المتنفس الحقيقي جاء عبر الحلول الفردية، بدليل أن الأهداف الثلاثة سجلت عن طريق مجهود فردي لا غير، فهدفي العلاوي جاءا طبعا كثمار لنشاط هذا المهاجم الذي استحق العلامة الكاملة في المباراة، الهدف الأول وقعه من تسديدة بقدمه اليسرى، والثاني عندما استفاد من خطإ المدافع عمر داوود، فيما سجل مديحي الهدف الثالث بطرقته الخاصة بعد انطلاقة جيدة من وسط الملعب وتلاعب بمدافعين قبل أن يسدد ويهزم الحارس سمير عبود·
يحسب إذا للمهاجمين المجهود الذي قاموا به على طول المباراة، فبغض النظر عن المتألقين مديحي والعلاوي، فالقديوي من جهته ناور ولو أن زملاءه لم يستغلوا كثيرا سرعته بالإعتماد عليه في رسم العمليات، فيما كريم الدافي وأمام قلة خبرته كان يظهر تارة ويختفي، لكنه على العموم قدم مجهودا سخيا في الهجوم والدفاع·
إجتاز المحليون الإختبار الأول رقميا بنجاح، لكن على المستوى التقني كانت هناك بعض الهفوات، خاصة على صعيد الدفاع ووسط الميدان تستلزم التصدي لها وإصلاحها قبل إياب لا يبدو سهلا ولا مفروشا بالورود، على أن المحك أيضا كان جد هام أعطى فكرة وقناعة خاصة لروجي لومير، إذ دوَّن ما يمكن تدوينه حول لاعب محلي لطالما عانى اللامبالاة على مستوى الدولية، فهل أقنعنا منتخب البطولة الوطنية لتحمل مسؤولية قميص الكبار؟
karim- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
العمر : 29
الموقع : www.karikouz.shop-forum.net
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى